
نواكشوط (صوتك)
في حادثة مأساوية قتلت ذئاب جائعة اربعة اخوة ومزقت اجسادهم إلى أشلاء في غابة قرب مونكل بولاية كوركل، بينما مات والدهم وهو في طريق البحث عنهم بعد أن أبطأوا في جلب الماء من بئر قريبة من قريتهم.
وحسب المدون أبات تاتي أعبيدي فإن الضحايا ينحدرون من قرية "لعكيلات" التابعة لمقاطعة مونكل بولاية كوركول.
ولم يتسنى لـ "صوتك" تأكيد الخبر من مصدر رسمي.
وجاءت تفاصيل الفاجعة كما دونها الكاتب على صفحته في الفيسبوك:
منذ ساعات وأنا أحاول الإتصال بالشبكة من أدغال لعكيلات لكي أنقل لكم تفاصيل كارثة بشعة تقشعر لها الأبدان وأتأسف لعدم قدرتي علي تحميل الصور الكارثية بسبب صعف الشبكة ،،،
تروي الأم المكلومة علي أبنائها الأربع وزوجها أروع قصة وأغربها علي الإطلاق تروي القصة وهي في غاية الإنهيار مع محاولتها قدر المستطاع علي التحلي بالصبر والشجاعة حيث ظلت تردد لاحول ولاقوة إلا بالله وهي تروي القصة
تقول السيدة :(أمباركه أعلين منت موسي) كانت بناتي الثلاث رفقة أبني الوحيد الذي يصغرهم سنا معتادين علي جلب الماء كل يوم من الواد المجاور لنا ومنذ أيام جفت مياه الواد وأصبحت نتنة بسبب كثرت جثث الحيوانات من ما جعل الأولاد يردون بئرا بعيد من القرية علي حدود 10 كلم لكن كثرت مرتادي البئر جعلت الأولاد يتأخرون الأمر الذي جعلني أطلب منه اللجوء إلي بئر آخر أبعد من ذلك لكن لايرتاده إلا القليل من الناس،،،اليوم صباحا لم تكن لدينا سوي قارورة مياه صغيرة من سعة 5ل طلبت منهم أن يصطحبوها معهم خوفا عليهم من العطش في الطريق لكن (مناته) بنتي الكبيرة رفضت متعذرة أن والدها أحوج للمياه الصالحة للشرب بسبب الفشل الكلوي الذي يعاني منه منذ سنوات ،،،،إنطلق الأولاد علي العربة وكان لديهم هاتف نقال كنت أتصل بهم كل ساعة لأطمئن عليهم لكن بعد مرور ساعات لم أتمكن من الحصول عليهم وبدأت الشكوك تراودني لكني كنت أعزي ذلك لضعف الشبكة وعند حدود الثانية زوالا بدأت أعصابي تنفلت وكان والدهم(الناجي) يلح علي بضرورة البحث عنهم في وقت مبكر ،،،خلصت في نهاية المطاف إلي قرار تتبع خطواتهم والبحث عنهم ،،ألح (الناجي) أن يرافقني وكنت أطلب منه عدم مرافقتي بسبب تدهور صحته لكنه لم يكترث لكلامي ،،،إنطلقنا وكان الحر يكاد يقتلنا ،،وصلنا للبئر وجدنا عنده نسوة سألناهم عن ما إذا كانوا شاهدوت أبناؤنا فردت إحداهن أنهم إنطلقوا في إتجاه القرية المجاورو ،،،إنطلقنا مسرعين وما هي إلا ساعات حتي تعب (الناجي) وقمت بإسناده علي شجرة وواصلت طريقي نحو غابة أمامي فإذا بإبني (سداتي) مرمي علي الأرض عاري كليا أسرعت نحوه فإذا به فارق الحياة منذ وقت وبينما أنا في حسرتي عليه نظرت فإذا ببناتي الثلاثة فأسرعت في إتجاههن لأصدم بذلك المشهد المفزع فقد فقدت إحداهن ساقيها بسبب نهش الذئاب والأخري قد قطعت أحشاؤها والثالة لم يتبقي منها سوي أطرافها ورأسها..
#تابع
رجعت إلي الناجي فإذا به في لحظاته الأخيرة قمت بإسناده علي فخذي حتي توفي وقمت بإغماض عينيه ،،،في تلك اللحظة لم أكن قادرة علي التركيز لكني في النهاية أخرجت هاتفي وصعدت علي تل كان قريبا مني وقمت بالإتصال بالعمده لأنه الوحيد الذي يمتلك سيارة وطلبت منه المحئ في أقرب وقت واصل معي الإتصال حتي تمكن من الوصول لعين المكان ،،،حملنا الجثث داخل السيارة وأنطلقنا ،،،ونحن في الطريق إتصل العمده بحاكم المقاطعة لكنه لم يتمكن من سماعه وإتصل بأحد النواب لكنه رد علي هاتفه وقال (أنا في جلسة داخل البرلمان سأتصل بك لاحقا)
أعتذر عن عدم إرفاق الصور لبشاعتها ،،
والمعلومة هذه المقاطعة جددت المؤمورية الثالثة لنائبها. الابكم. الذي طبعا لا أحد يعرفه أو سمعه يتكلم باسم منتخبين الافقر على عموم التراب الوطني ،المسمى مثلث الفقر ، وطبعا نائبها الآخر وكلهم من حزب الاتحاد في ظل الجمهورية الثالثة ، ودولة الإنجازات ،، # المواطن يعاني الجوع والعطش والظلم